السعادة الزوجية
و من مجموعة من الأسر يتكون المجتمع .
الزواج هو رباط مقدس يربط بين شخصين ..
و للزواج شروط و واجبات ، نذكرها منفردة في موضوع لاحق ، أما حديثي اليوم ،
فهو عن السعادة الزوجية ، كيف تقوم و متى تكون .
الزواج طريق الحياة ، و هو من سنن الفطرة ، و هو أصغر شركة في العالم ، لكنه أعظمها .. تبنى بواسطة فردين فقط .. هو و هي .
ثم يشاء الله أن تكبر هذه الشركة ، لتحلو الحياة ، لكن و لا بد أن تتأسس الشركة ،
على قواعد هامة لازمة لتقوية هذا الأساس ،
فلذلك لا بدّ أن يتعلم الزوجان :
- كيف يبنى الأساس على أرض خالية من أي عائق (التخلية قبل التحلية) .
- اذا وجدت العوائق كيف تزال ، لتمنح الزوجين السعادة الزوجية .
- عوامل النجاح .
- العوامل المساعدة للنجاح .
حديثي معكم يتناول و بالتفصيل ، كل هذه الأمور من خلال مواضيعي عن السعادة الزوجية .
في البداية أوضح أنه لا يمكن أن تأتي السعادة ، دون اعداد لها من الطرفين .
السعادة طريق ، جميل ، هادئ ، ترسى عليه سفينة الزوجية ، و لا بدّ للسفينة من مرسى ، و لا بد من ربان ناجح ، و شريك له مساعد ، يجمعهما الحرص و الخوف على السفينة من الغرق .
و إن كانت السعادة تملأ بيوت السعداء ، لا بدّ أن يصاحبها إكسير الحياة من بعض المشاكل و الخلافات ، فهذا وارد جدا ، بل هو أكيد .
فليس معنى أن أعيش سعيدة مع زوجي و أسرتي ، أن السفينة تسير في بحر ميت بلا أمواج ... لا ! .. لا بدّ أن تقابل السفينة عوائق و مشكلات يتغلب عليها كل ذو لبّ و عقل و خبرة .
مفهوم خاطئ :
يعتقد الكثيرون ، أنه لكي تكون هناك سعادة زوجية ، فلا بدّ من الحب قبل الزواج ..
و هذا خطأ ، لأن معظم خاصة في بلادنا العربية المجيدة ، خصوصا لو رجعنا بالذاكرة قليل ; سنجد أن من الحقائق الدماغة أن معظم تلك الزيجات لم تكن ضمن هذه القاعدة الخاطئة ، فمثلا كان الرجل يبحث عن "بنت الأصول" ، و يدخل البيت من بابه من البداية .. و كانت هذه البيوت مليئة بالسعادة و الهدوء و راحة البال ، قائمة على الإحترام بين الرجل و المرأة ، لذلك كنا نسمع كثيرا عن العظماء في كل المجالات .
قواعد السعادة الزوجية :
كل قاعدة من هذه القواعد يخاطب بها الزوج و الزوجة معا :
- زوجك كتاب فاقرئيه جيدا ، فيجب على الزوجة من أيام الخطوبة و ما بعدها ، أن تدرس الزوجة زوجها .. أفكاره ، معتقداته ، ما يحب و ما يكره ، فاذا أردت أن تعامل شخصا ما بنجاح ، فيجب عليك أن تفهمه أولا ، فما بالنا بعشرة العمر .
- كوني ذكية ، و ذلك بأن تعرفي متى يجب أن تكوني بجانب زوجك ، و متى يجب أن تبتعدي عنه ، كما يقول شاعر لزوجته :
كوني بقربي ، حين تصفو مودتي
و تجنبيني ، اذا جفاني الصفا
هناك بعض الزوجات تلاحق زوجها أينما كان ، حتى لو أراد أن يختلي بنفسه ! ..
أو تلاحقه بالأسئلة الكثيرة .. أين و متى و كيف و ما و لما ! .. و كل أدوات الإستفهام .. حتى يمل الرجل .
- الرجل قليل الكلام بطبعه ، و المرأة على العكس تماما .. فهي تحب أن تتكلم في تفاصيل التفاصيل ، انتبه أيها الرجل ، أن تراعي زوجتك في هذه النقطة الهامة لديها ، و اصغها سمعك ، فالخرص الزوجي ، من أهم أسباب المشاكل الزوجية .
- المودة و الإحترام سبيلان للسعادة .. هناك جدار قوي متين يجب ألا يُتخطى ، هو حد فاصل ، و هو الإحترام المتبادل.. لابد للزوجة أن تعلم قيمة زوجها ، و تقدر مكانته في الأسرة ، و تعلم أنه مسؤول عنها ، و عن أولادها ، اذا قدرت المرأة هذه ، و وعته جيدا ; فقد حققت المراد .. و على الزوج أن ينتبه تماما لأن الزوجة لا تقل عنك أهمية في هذه النقطة .. و لتحقيق الإحترام المتبادل أيضا ، يجب انتقاء الألفاظ بينهما ، فتراشق الألفاظ و إن كان قصد الفكاهة ، يُحدث مشاكل لاحقا ، فاذا حدث بينهما نزاع ، يحدث ما لا يحمد ععقباه بسبب اعتياد اللسان على ذلك.
- التغافل ، و التغافر .. من البديهي و الطبيعي أن هناك خلافات طبيعية بين الرجل و المرأة ، و وضحنا قبل ذلك أنه خلاص من أجل الإئتلاف ، خلاف ليتم التكامل .. فعلى الزوج اذا رأى في شريكة العمر ما لا يعجبه ، فليتغافل قليلا و لا يكثر من النقد ، و على الزوجة أن تنمي في صدرها روح التغافر ، فالحياة أخذ و عطاء ، و بذل .. فاذا بذل كل منا قصارى جهده لبذل السعادة ; حصدها .
تعليقات
إرسال تعليق